الأحد، 9 أبريل 2017

مشاهد من زلزال يومرداس الجزء الثالث

عاد ابي و جلب لي هدية كانت عبارة عن لعبة سيارة مع عطر رائحته بقيت محفورة في ذاتي اخذني معه الى بيت جدي الاول ذهبنا لوحدنا اراد ان ينسيني ما عايشته سالته عن عمي خالد و عمي بعزيز الاثنين الاقرب الي في عائلتي اخبرني بانهم في بومرداس مع بقية الجيران يبيتون في "القيطون" الذي وفرته الدولة لضحايا الزلزال كنت اتنزه مع ابي قضيت معه وقت طويل و ممتع اتجهنا بعدها الى بومرداس بعدما اصريت عليه ان الذهاب لارى "القيطون" اخذني كنا نشبه الى حد كبير اللاجئين اليوم و لكن بمجرد دخولي الى المساحة المخصصة لضحايا الزلزال حتى استقبلني الجيران كبطل عائد من الحرب فهمت انهم سمعوا بقصة خروجي من البيت اتجهت الى المكان المخصص لنا وجدت اعمامي في حالة سيئة و لكنهم اعدوا لي وجبة لذيذة لحم مشوي و بطاطا مقلية و جلبوا لي العاب و مجلات السيارات كنت اتصفح تلك المجلات ليلا و اطلب من ابي ان يعطيني اسمائهم و كان يفعل ذلك كنا لمدة اسبوع نتنزه في شوارع بومرداس ليلا نهارا و قد صادف في ذلك العام انه تزوج العديد من اصدقاء ابي و كنت اذهب دوما معه مر الاسبوع و كان يجب ان يعود ابي لعمله و لانه لم يكن هناك مكانني يتركني فيه و لم يكن يريد ان يرجعني الى بيت اجدادي كان ياخذني معه اتذكر باني حضرت الكثير من الاجتماعات معه من سنة 2003 الى سنة 2005 قبل دخولي المدرسة في عمله لم يكن ابي بل كان شخصا اخر يصدر الاوامر و يعاقب حتى انه ذات يوم اخرجني من مكتبه و حتى عند خروجي سمعته كيف كان يصرخ و يوبخ العمال المقصرين كنا بعد الدوام نتجه الى المقهى و نجلس طويل كان يتكلم كثيرا ربما اصبحت صديقه في تلك اللحظة مرت الايام و كان لابد ان اعود الى بيت جدي قال لي يومها" ساشتري منزلا لنبيت فيه اذهب عند جدك و لا تفتعل المشاكل ساتي اليك كل خميس و اخذك الى بومرداس معي" مرة اخرى لم ارفض العرض عند وصولنا قال لي" امين قد صرت رجلا امك و اختك امانة عندك" كان ابي يرفض ان تذهب امي الى المبيت في "القيطون" و عند دخول الصيف كنا كل خميس نذهب الى التنزه..............
   
جنادي محمد امين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق