الخميس، 6 أبريل 2017

الطريق الى سيدي موسى

بدا الظلام يسقط علينا في الطريق كنا راكبين في سيارة واحدة لا يعرف احد منا الاخر كنت عاجزا عن الكلام من شدة تعبي ورائي كان ثلاثة شبان يتحدثون عن كرة القدم و عن المشروع الجديد كنت شارد حتى ايقظني احدهم قائلا" ما رايك ان نتعرف على بعض اخي" عرف الجميع نفسهم كان هناك شخص من بسكرة و اثنين من قالمة و واحد من تلمسان التفت الجميع حولي ينتظرون اسمي و لقبي و مهنتي عرفت بنفسي فلم يلفت انتباههم سوى عمري لم يصدقوا حتى اخرجت اوراقي ارادوا ان يعرفوا عني الكثير فبدات اتكلم و كان بينهم شخص ظل يطرح علي الاسئلة طوال الطريق احدهم كان يستمع اما الاخر فكان يراني غير طبيعي عرفت لاحقا بانه فنان و روائي كان يبحث عن حروف يضعها في روايته مازحته قائلا" ساخذك الى البحر لتجد من الكلمات ما تستطيع ان تنهي به روايتك" كان شخص يعامل كل شيء بجدية كبيرة نظر الي بنظرة حادة قال بعدها" لا داعي الى البحر ساكتب عنك انت اكيد ستعجب الجميع", الجانب المشرق في تلك الامسية كان التعرف على اربع اخوة من عدة ولايات جبنا شوارع العاصمة في تلك الليلة مبتعدين ممن كانوا ينتظروننا.
 بالرغم من العراقيل التي وقفت في الروائي التلمساني الا انه تغلب عليها و اصبح يمارس الكتابة و الرسم و ينشرهما و يهتم بالنشاطات الترفيهية للاطفال بكل حب ووفاء اما الطبيب البسكري (بوزيدي) الذي تنقلنا بسيارته فتحس بان لديه العديد من الحكايات التي يخفيها حتى انك تستطيع ان تسمع الكلام الذي يدور داخله من شدة الصمت الطاغي عليه (حسين القالمي) معاكس تماما للطبيب حكى لنا كل ما كان يجول في خاطره في الحقيقة انه انسان طيب و من هواة الرياضة كرة القدم بالخصوص التي يريد ان يكون سببا في اصلاح حالها ( رمزي القالمي) استاذ الفرنسية الذي لم تنطفئ سيجارته طول الطريق كان يشغل نفسه بالهاتف تارة و تارة يشاركنا الاحاديث ( محمد التلمساني) الفنان الذي كان صامتا طول الطريق لم نسمع منه الا كلمة و اثنتين هذا كذلك ممن يصرخون داخليا و لكنك اذا امعنت السمع ستسمع الشعر و الادب يخرج من داخله 

 جنادي محمد امين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق