كنت صغيرا و كنت اكذب كثيرا الجميع كان يصدق كذبي الا امي التي كانت توبخني بعد كل كذبة و كانت تقول لي الرجل لا يكذب لم اكن اهتم بما تقوله و استمريت في الكذب و كل من كان حولي كان يصدقني في احد الايام وعمري لم يتجاوز التاسعة سالت امي بكل براءة عن طريقة اتخلص بها من الكذب الذي احترفته منذ اول سنة لي في الدراسة اتذكر يومها كنت في السادسة و طلبت مني المعلمة ان احرس التلاميذ في غيابها و لكني سالتها" ماذا لو سالني احدا اذا قمت بكتابة اسمه في الورقة و هو كان يشوش" اجابتني بكل هدوء" اكتبه و قل له بانك لم تكتبه" نظرت الي امي ثم قالت لي" ستكبر و ستكون لك حياة و لن تضطر للكذب" لم افهم قصدها فاستمريت بالكذب حتى اعتدت عليه و كبرت قليلا لادخل الى المتوسط هناك الجميع كانوا يريدون ان يستمعوا الى الاكاذيب فقط و لا يهتمون بالحقيقة, الجميع بدون استثناء من المدير الى العمال وصولا الى التلاميذ بعدها بسنة تغير شيء و هو صرت ابغض نفسي الكاذبة حاولت ان اتركه و قد ابتعدت عمن كانوا في محيطي و نجحت كانت المرة الاولى التي احاول فيها ان اقوم بتربية نفسي كانت ايام صعبة كنت خائف ان لا استطيع ان اكون رجل كنت دوما اسمع بان الرجل لا يكذب كنت اتسائل ماذا لو ابقى اكذب هل ابقى صغير الن اصبح رجل بدات اتخلى عن صفة الكذب حتى جاء ذلك اليوم و كونت لنفسي صديقة كنت لا زلت صغيرا اما هي فكانت طفلة تكذب باستمرار و تعشق في الكذب لم يكن لي خيار اخر صرت اطلق الاكاذيب باستمرار اما هي فكانت تدفعني لاكذب دوما من شدة كذبي وقتها صرت لا افرق بين ما انا عليه في الحقيقة و الكذب من جديد سئمت نفسي و سئمت الفتاة و سئمت الاكاذيب بعدها شكلت حياتي و بدات اسافر و احتك بالكثير من الناس في النهاية من سيحبك يحبك بحقيقتك لان الحب الكاذب لن يعطيك شيء بل سياخذ منك فقط و اذا اردت ان تتخلص من الكذب لا تبقى تعتمد على ما يعطيك اياه اباك بالخصوص و الاخرين عامة بل اصنع حياة مستقلة تشغلك عن انشاء قصص و روايات كاذبة لحياتك
محمد امين جنادي
محمد امين جنادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق