الجمعة، 7 أبريل 2017

مشاهد من زلزال بومرداس الجزء الاول

"تعال يا ابني اخي لقد جلبت لك الشكولاطة التي تحبها" كان اصغر اعمامي قد عاد من سفره و دخلت معه الى غرفته كي احصل على الهدايا التي جلبها لي لم اكن ارغب باي شيء كنت كاي طفل في عمره ثلاث سنوات سوى لوح شكولاطة استمتع به تحصلت عليه و خرجت الى الشرفة كي اتناولها و استمتع بالجو الربيعي لا زلت اتذكر باني قبل الكارثة قد شردت لاول مرة في حياتي احسست بشيء غريب يجول في خاطري كنت اشعر بذلك الشيء لاول مرة منذ ولادتي خمس دقائق بعدا رايت غبار كثيف لا زلت صوره محفورة في عقلي لحد الان بدات الارض تهتز لم افهم شيئا فجاة سمعت صراخ عمي و هو ينادني بكل ما اوتي من قوة" امييييين اين انت تعال الى هنا بسرعة" خطوت نحوه بخطى هادئة ظننت انه سيعاقبني على تلاعبي بادواته في غيابه لكنه امسكني بقوة و حاول فتح باب الغرفة الذي كان مقفلا بقوة بعدها سمعت صراخ امي و ابي و جيراني فهمت بانها ليست لعبة في تلك اللحظة كنت سوى انا و عمي وسط ذلك الخراب ضمني عمي بشدة و قال لي " ساخرجك من هنا لا تخف" في الحقيقة لم اكن ابدا خائف كنت ملتزما الصمت اشاهد ما يحدث كان الجدار سيسقط علينا حملني عمي و خرجنا الى الشرفة و قد كان لا بد ان نخاطر بالمشي من وراء القضبان كان يحملني و كان يسير بهدوء و يقول بصوت خافت" لا تخف ساخرجك ان كان احدا سيموت هو انا اما انت ستعيش" ما هي الى لحظة حتى فقزنا الى الصالون و اسرعنا بالخروج لا زال في اذني صوت العويل و البكاء الذي طغى على السكان و اهل الحي لم استطع ان افهم لما حدث هذا و كيف مشينا على طرف الشرفة و لم نسقط لم افهم و لم استطع حتى ان ابكي كنت فقط مصدوم في يدي شكولاطتي التي احبها حتى هي لم استطع اكلها لم استطع ان اتذكر بعدها كيف وصلنا الى ملعب الولاية الذي قضينا الليل فيه صحت بعدها من الصدمة لاجد نفسي بعدها بين امي و عماتي و بعض الجيران من النسوة و الاولاد الصغار الذين كانوا في مثل سني الجميع يبكي الا امين لم افهم بل لم اكن اريد ان افهم لماذا حدث كل هذا اتت الى احداهن و لم اتعرف عليها سمعت سواء صوتها" امين تعال كل شيء حتى لا تجوع" كان اجابتي بسيطة و بريئة" لا ساكل على طاولة منزلنا التي اعتدنا على الاكل فيها جميعا" بعدها لم اجد ابي و قد كانت اول مرة لا ابحث فيها عن ابي الذي كان في الحي يجمع ما يمكن اجماعه و ينقذ ما يمكن انقاذه من تحت الانقاذ و ما هي الا لحظات حتى جاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى الملعب تعالت التصفيقات ثم سالت امي بعد ان سمعت النسوة في الخلف يقولون" قد جاء منقذنا قد جاء" قلت لامي بوجه بريء" هل من قدم هو الله الذي اخبرتني عنه فيما سبق" تبسمت بصعوبة و قالت لي" هذا رئيس الجمهورية" لم افهم و لم اكن اود ان افهم ثم قلت لها" هل تسمحين يا امي ان اذهب اليه لاطلب منه ان ياخذنا الى منزلنا اريد ان اتناولالعشاء في الطاولة" لم تجبني باي شيء سوى انها حضنتني هي الاخرى و لكن لم افهم لما يصفقون له و هو عاجز ان يرجع الي المائدة التي اعتدنا ان نجتمع عليها لناكل عشائنا"............... 
محمد امين جنادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق