الاثنين، 3 أبريل 2017

من وحي المجتمع

كان ينتظرها امام بيتها كل يوم ليحظى برؤية وجهها على الاقل سيخفق قلبه لاجلها كانت تبدو له الزوجة الصالحة الرفيقة من سيكمل معها نصف دينه كانت في العشرين و هو في الثالثة و العشرين لا يوجد له عمل و لا مستقبل الشيء الوحيد الذي يريحه المبلغ الذي ياخذه من امه و اخوه الكبير كان قد جمع مبلغا ليدخل في التجارة كان يقول بانها ستكون له و لن يترك احد ياخذها اما هي فالحياة كانت جامعة و منزل و نزهة في العطل مع عائلتها لم تكن قد احبت من قبل و لم تكن تود ان تجربه كان تمنع نفسها حتى من ان ترفع عيونها من على الارض اباها تاجر يملك بنتين يعتبرهما نور لحياته كان يخاف ان يموت و يتركهما وحدتين بدون رجل في البيت كان يدعي دوما في صلاته ان يرزق ابنتيه رجلان يكونان شهمان ويحافظان عليهما اما الام المسكينة تقتصر حياته على طبخ و غسيل و الاعتناء بالمنزل اما الفتى فهو يتيم الاب امه استاذة في الثانوية اخاه الكبير يعمل في شركة يسكن بعيد عن امه و اخاه الصغير بعدما تزوج و هذا لان زوجته اشترطت عليه عدم العيش مع امه العجوز مرت الايام و الشهور و افتتح الفتى مكتبة صغيرة يسترزق منها و قد شاءت الصدف ان يكون محل الفتى قريب جدا من محل اب الفتاة و قد كان تاتي الى ابيها في المساء بعد عودتها من الجامعة لتاخذ ما اشتراه و هو كان يغتنم الفرصة ليراها بعد مدة تعرف على اباها و صار يجلسان سوية و يتحدثان و يضحكان كان يظن بانه اقترب اكثر من الفتاة و لكن لم يعرف كيف سيخبر امه بقي اسبوع هو يفكر ثم قرر ان يخبرها كما انه يخبرها باي خبر عادي صارحها بكل ما يجول في خاطره فرحت امه لما يقوله ابنها الذي لم يكن سعيد منذ مدة جد طويلة بعد موت ابيه تغيرت حياته ترك دراسته بعدما كان سيجتاز الباكالوريا في تلك السنة انتظرت حتى انهى كلامه ثم اخبرته بانها موافقة طار من الفرح لم ينم في تلك الليلة كان ينتظر بشغف شروق الشمس لانه سيطلب من اب الفتاة لقاء, في الغد انطلق مباشرة الى المحل ينتظر ان ياتي الاب و ما هي الا لحظات حتى جاء الاب و فتح محله كالعادة اقترب منه الفتى القى التحية و تحدثا قليلا ثم اخبره بانه سياتي هو امه ليزيارتهم في المساء وافق الاب ورحب بهم و في المساء تجهز جيدا ثم ذهب مع امه الى بيت الفتاة بعد ان تم الترحيب بهم و الحديث قليلا قال له الفتى عن سبب قدومه كان الفتاة مدللة ابيها لذلك كان يشاورها في الكثير من الامور لذا صعد الى غرفتها و اخبرها بان هناك شاب محترما يريد الارتباط بها طلبت راي ابيها فيه فاخبرها بانه شخص مهذب و صاحب مكتبة و رزقه حلال و لكنه يتيما فهمت الفتاة بانها ستتزوج شخص مجروح و يبحث عن السعادة اخبرته بانها رافضة لم يشاالاب الضغط عليها قال الاب للفتى بان ابنته تريد اكمال دراستها و انهم سيناقشون الامر بعد تخرجها خرج الفتى ظن منه بانه سمع الحقيقة من الاب مرت الشهور و سمع الفتى بان الفتاة قد اقيم حفل خطوبتها من شخص ذو منصب عالي في الولاية التي يقطن بها فانحرف ذلك المهذب و صار يعالج نفسه بالكحول و الاقراص المنومة و صار يمشي في الشوارع و ينادي باسم الفتاة بعدها نسى الفتاة و صار ينسى كثيرا و اصبح يتناول اقراص اخرى حتى لا ينسى 

جنادي محمد امين 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق