السبت، 11 مارس 2017

عمود اشارة حمراء غـــــزل دونالد د.رائد ناجي

كان أهم ما مميز اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و رئيس وزراء إسرائيل "نتنياهو" في البيت الأبيض ظاهرا "والأسود حقيقة" البعد عن البرتوكولات السياسية والأعراف الدولية بين الدول وإنما بدا لقاء النسيب بالنسيب والقريب بالقريب، وقد ظهر الاثنان كأنهما في إحدى مقتطفات مسرحية روميو وجوليت، وخيم الصمت وأبرقت أضواء الكاميرات وصورت لنا هذا الغزل الذي نراه عادة في أغاني الأفلام الهندية. هذا اللقاء الغرامي الأمريكي - الإسرائيلي الحميمي يبين حجم التقارب وحجم المؤامرة القادمة وهذه المرة لن يستيقظ سايكس ولا بيكو لاعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد، وإنما يبدو إنه سيحل محلهما دونو - ياهو . وأكثر ما شدني في هذا اللقاء الغزل الدونالدي لنتنياهو حينما قال "بيبي" ، فتذكرت قول الشاعر لقد كتمت الهوى حتّى تهيّمنـي لا أستطيعُ لهـذا الحُـبِّ كتمانـا، فلم يستطع دونالد كتم الهوى وصرح به على المباشر "بيبي". "بيبي" ليست أغنية لمادونا أو جاكسون، هي أغنية جديدة للأشقر دونالد ترامب التي الهمته عيون نتنياهو الإسرائيلية، وعرضها على مسرح أوبرا البيت الأبيض السياسي، وهي رسالة واضحة تحمل كل معاني التقارب والتفاهم والدعم الأمريكي لإسرائيل. وعلى ما يبدو انشغل دونالد بتأليف أغنيته الغزلية لإسرائيل، ولهذا لم يكن بوسعه الاهتمام بغير زيارة نتنياهو، وقد تجاهل حسب ما أورد البيت الأبيض الكثير من اتصالات العالم الثالث، وكأن عيون "نتنون" تزن أثقل من وزن العالم الثالث. وأما الشق الثاني من المقابلة تعلق بفلسطين وحل الدولتين التي يرفضها نتنياهو جملة وتفصيلا، فابتسم دونالد ونظر إلى الجمهور وأشار إلى أن نتنياهو قلق ومستعجل، وحتى اللغة التي تكلم بها دونالد مع حركة الجسم تدل على مدى ألفة الاجتماع كنها زيارة عائلية، بعيدا عن أي برتوكلات ورسميات، وهي أيضا رسالة أخرى يترجم فيها مدى الحرص الأمريكي على طمأنة إسرائيل والحفاظ على مشاعرها الرقيقة ، وبينما إطلاق يدها تتغول وتصادر وتبطش بكل ما هو فلسطيني وحتى عربي. إن الجزء الثاني من المسرحية الرومانسية التي ألّفها العاشق دونالد سينقلب دمويا في الفترة المقبلة، ويحمل هذا التقارب ترجمات بالخط العريض للعالم العربي وللفلسطيني خاصة بأن الفترة القادمة ستشهد تحولا في فصول المسرحية، ولن تكتفي بالغزل ولا "ب بيبي"، وإنما لا بد من كتابة سطورها بدم عربي ابتداء من رفض قيام دولة فلسطينية، إلى إنهاء ملف القدس وضمها إلى إسرائيل كاملة وإعلانها كعاصمة لإسرائيل، ومن ثم تغييب حق اللاجئين تحت تراب السياسية العالمية المتآمرة، ولن تستبعد فصول المسرحية خلق فصل جديد تحت عنوان "نكبة جديدة " للفلسطينيين المقيمين داخل حدود أراضي 48 ومناطق أخرى. واما الجزء الثالث من المسرحية سيعود الى رومانسيته من جديد، بعد تنفيذ كل الخطط والمؤامرات لتدمير كل ما يحيط بإسرائيل وجعل اسرائيل متزينة بابراجها وجسورها وبنيتها التحتية، وامنها وسلامتها بعيدة عن اي تهديد ، بل ستبقى الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة والتي تعتمد عليها في الحفاظ على مصالحها من جهة ومن تفتيت الوطن العربي أكثر فأكثر، وقد يرى المخرج الامريكي في نهاية المسرحية تعديل بعض المشاهد وجعلها أكثر تطرفا وعنفا تجاه كل ما هو عربي ولا نعلم قد يولى علينا نتنياهو خليفة .... ان الغزل الامريكي لاسرائيل لن يتوقف بل سيتدفق بعد دونالد وما بعد دونالد، فلن ألوم دونالد مجنون اسرائيل على غزله ..وصدق مجنون ليلى القائل فلا تعذلوني في الخطار بمهجتي هوى كل نفس اين حل حبيبها -- رائد ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق