درس في الفلسفة الشعور بالانا و الشعور بالاخر

تحديد مفهوم الانا و الاخر

الانا في اللغة هو الضمير المتكلم و في الاصطلاح الذات العارفة لذاتها

 الاخر في اللغة هو كل شخص ما عدا انا 

يقول جون بول سارتر" الاخر هو الانا الذي لست انا"

هل يستطيع الانسان معرفة ذاته بذاته

طرح الاشكال 

ان الانسان تسائل عن نفسه منذ زمن بعيد حيث خاطب الفيلسوف اليوناني سقراط الانسان بقوله" اعرف نفسك بنفسك" و منذ ذلك الحين لم يتوقف البحث عن هذه المعرفة و انقسم الفلاسفة الى اتجاهين اتجاه مثله انصار فلسفة الوعي ( ديكارت) الذي ادعى ان الانسان يستطيع معرفة نفسه بنفسه و اتجاه اخر مثله جون بول سارتر الذي اكد ان الانسان لا يعرف نفسه بنفسه انما هو بحاجة الى الاخر لتحقيق هذه المعرفة الامر الذي سيدفعنا الى طرح السؤال التالي" هل يستطيع الانسان معرفة نفسه بنفسه 

محاولة الحل

القضية 

لقد دافع انصار فلسفة الوعي على اطروحة مفادها ان الانسان يعرف نفسه بنفسه و من اشهر الفلاسفة الذين دافعوا عن هذا الطرح نجد ديكارت الذي انطلق في بحثه عن المعرفة اليقينية من قاعدة البداهة التي تقتضي عدم قبول اي فكرة فيها ادنى قدر من الشك فبدا يشك في الحواس حيث رفض الاخذ بالمعارف التي تصدر عن الحواس كون هذه الاخيرة تخدعنا ثم انتقل الى العقل حيث لاحظ ان الناس يخطئون في حل ابسط مسائل الهندسة و بعدما وصل به الشك الى نقطة اللارجوع تسائل عما اذا كان يستطيع الشك في كونه يفكر فوجد ان هذا محال لان الشك في حد ذاته يعتبر تفكير و من هنا استنتج 

 انه يعرف نفسه معرفة تامة حيث قال" انا اشك اذن انا افكر و انا افكر اذن انا موجود" 

نقد

اذا كان الانسان يعرف نفسه بنفسه مثلما ادعى ديكارت فهل نستطيع تفسير احلامنا و كيف نفسر ان الانسان ينادي شخص يعرفه جيدا باسم شخص اخر الا يعن هذا انه تحدث فينا اشياء لا نعرفها

نقيض القضية 

في مقابل اطروحة انصار فلسفة الوعي نجد اطروحة اخرى ادعى انصارها ان الانسان لا يعرف ذاته بذاته انما هو بحاجة الى الاخر للوصول الى هذه المعرفة و هذا ما اكده الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر باعتماده على تحليل تجربة الخجل حيث لاحظ ان الانسان لا يخجل من نفسه انما يخجل من الاخر ففي تجربة الخجل اكتشف انني لا اعرف نفسي الا بحضور الاخر و لهذا يقول" ان الاخر هو الوسط الذي لا غنى عنه بين انا و نفس" هذا ما يعني اننيلا اعرف نفسي الا بحضور الاخر 

نقد 

ان الاخر موجود خارج عن ذاتي كيف يمكن لما براني ان يكون اساسا لما هو باطني 

التركيب 

ان الانسان يستطيع معرفة بعض جوانب ذاته بذاته فالجانب الشعوري نستطيع بلوغه بالاعتماد على التامل الباطني في ذواتنا اما الجانب الخفي ( اللاشعور) من الذات فلا يمكن بلوغه الا بمساعدة الاخر