الأحد، 5 مارس 2017

التلقين وصناعة الحقد عمود اشارة حمراءد.رائد ناجي


التلقين وصناعة الحقد عمود اشارة حمراءد.رائد ناجي قرأت عن قصص الفرقاء في تاريخ هذا العالم الشاسع بين الدول المجاورة لبعضهاوأحيانا بين أبناء البلد الواحد ولكني لم أرَ في التاريخ مثل الكراهية المزروعة-في"فلسطين" رغم خصوصية ظروفها- والمقصودة بين فصيل وفصيل،فأصبح في البيت الفلسطيني أخوة يحملون السلاح في وجه بعض ولقتل بعض،إن إرادة السماء أرادت أن تربطهم بدم واحد،ولكن إرادة الفرقاء تحرير هذا الدم من هذه الصلة ومخالفة قوانين السماء. لا عجب أن كل من يحدثني من أبناء حركة "ما" يحدثني بغل شديد ضد حركة أخرى وكأنما عدوه اللدود الذي يسطو على بيته وأرضه وميراثه وعلى كينونته،ويدخلك في جدل عميق يتعصب لرأيه ليثبت موقفه "الذي حفظه غيبا" ونظرته السوداوية المتعصبة التي تحمل بارود الحقد، وأكثر ما شد دهشتي أن هذاالمجادل "يهرف بما لا يعرف"،وأحيانا يلوك أخبار صحفية ممضوغة ألف مرة وأقوال شخصيات انتهت تاريخ صلاحيتها. إن سياسية التلقين في "التعليم اليهودي" لكره كل ما هو غير يهودي مبرر جدا لان التلقين مبني على العنصرية لأغراض دينية وسياسية ،أما أن تطغى "سياسية التلقين" في فصيل فلسطيني ما لكره أبناء بلده سابقة تاريخيةغريبة ومقيتة أيضاوعار على هذا البلد الذي اجتباه الله ليكونمهد الرسالات التي تدعو إلى المحبة والإنسانية أن تلوث ترابه بالكراهية والحقد والفتنة والانقسام. تحدثت إلى شاب صغير منحازإلى فصيل معين وجدته ملقنا بطريقة مشوهة قائمة على ازدراء الطرف الآخر وتحقيرا لعقل هذا الشاب وإلغائه؛ حيث تعلم أن يهرف بما لا يعرف لأنه تعلم التطبيل على إيقاعات الملقنين،ولكأن الله خلق الأرض لهؤلاء الملقنين،وكأن الله فوضهمفي الأرض على العباد فاتخذوا مقولة "ظل الله في الأرض " سندا لهم. إن من يلقن ويمدرس للفرقة والقتل والكره هو أما شيطان لعين أو تفوق على الشيطان ولا يبحث أبدا عن مصلحة الوطن ولا الشعب ، فاتقوا الله في أجيالنا الفلسطينية أيها الملقنون. والأمر الأكثر خطورة أن جيل المُلقَنين من "شبابنا"،أصبح لا يفرق بين الخائن والوطني،اختلطتعليه المفاهيم الوطنية فأصبح العميل وطنيا وأصبح الوطني عميلا وانطبق علينا قول مطر: ونسير مقلوبين حتى لا ترى مقلوبة بعيوننا الأوطان. واخطر دروس الملقنين قيامهمبإلغاء كل ما يرمز إلى الوطن باستثناء تمجيد أسماء بعض الأشخاص من ذهنية هذا الجيل ،فهل أصبح الشخص "الفلاني" رمزا لفلسطين الزاخرة بمقدساتها وتاريخها العريق؟؟ لن نتعجب غدا إذا رأينا أن "فلان بيه" أصبح مقدسا أكثر من قدسية القدس ومسجدها الأقصى ومن الحرم الإبراهيمي ومن غيرها من المقدسات، ولن نتعجب إذاما شيدوا لشخص ما تمثالا على الطريقة البوذية وجثموا أمامه متمتين صلوات الخنوع، ولن نتعجب إذاما تم اختزال التاريخ الفلسطيني في أشخاصقذفهم التاريخ الى مزابله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق