الخميس، 30 مارس 2017

يا شعب

تاخر القطار الذي يرجعني الى المنزل الساعة كانت تشير الى الثالثة مرت ساعة من الزمن لم يتغير شيء بقينا ننتظر في المحطة قبل ان ينفجر شاب في مقتبل العمرصارخ "اللعنة على دولتكم" استدار الجميع ليرى من هذا المجنون الذي يصرخ تاملوا فيه برهة من الزمن ثم عادوا الى ما كانوا عليه انفجر ضاحكا بعدها التفت الي ثم قال لي باللهجة الجزائرية ( ركبتلهم الخلعة) و اكمل قهقهته و بعدما افرغ قلبه من الضحك قال لي" هل يمكن ان ياتوا لياخذوني" اجبته ساخرا" سيركبونك سيارة سوداء ابتهج" لم يكن شخصا مجنون بل كان شاب وليد لبلاد يخفي وراء قهقته هموما و دموعا ثيابه الرثة تدل على انه يمارس مهنة شاقة امثال ذلك الشاب هم كثر في مجتمعنا لا نسمع عنهم لانهم لا يريدون الظهور و لا يريدون ان يحكوا معاناتهم بسبب ما عايشوه من وعود كاذبة التي كان اصحابها رؤساء الاحزاب و ارباب الاعمال و المترشحين لمختلف الانتخابات و القائمة طويلة من اصحاب البطون الممتلئة الذين يوعدون و لا يوفون هذا ما جعل الشعب بصفة عامة و الشباب بصفة خاصة لا يهتمون بحقوقهم و لا يبالون ان كانت غائبة و لعل التجربة التي مررت عليها جعلتني اتاكد بان تلك المقولة التي اخبرني عني العديد من الناس صحيح عبارة ( معليش تخطي راسي) ففي احد الاحياء كان المشكل الذي يعانون منه هو مشكل الانارة في الليل و لكن الشيء الذي لا يتقبله العقل ان السكان راضين بحالتهم و لم تخرج من افواهم كلمة يطالبون فيها اصلاح الانارة هؤلاء لم يعرفوا بعد انهم شعب و ان لديهم حقوق ربما يحبون العيش كالعبيد لان مصطلح الشعب يطلق على من يعرف و يطالب بحقوقه و لنذهبالى ابعد من ذلك الشعب من يعرف كيف يطالب بحقوقه ليس بالفوضى التي شاهدناه في بجاية مؤخرا بل الشعب الحقيقي هو الذي يطالب بحقه بطريقة سلمية تجعل منه محترما فلو كنا نحن شعبا لما وقف امامنا وزير يقول (ينعل بو لي محبناش) و لم يقف امامنا شخصية سياسية هزلية يشتم دين العمال على المباشر من دون حياء و من دون تردد لا بد من الكابوس الذي نعايشه ان ينتهي او ان نقوم نحن بانهائه لا زال امل في ذلك و سيبقى ذلك الامل ربما بضع سنوات الى الامام لنتفادى الكوارث التي تلوح في الافق.

جنادي محمد امين                    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق