الجمعة، 24 فبراير 2017

اشارة حمراء على خطى الكابتن ماجد

د.رائد ناجي رأيت وقرأت وسمعت وتابعت وسائل الإعلام المختلفة - حتى أصبت بعلة- عن جولات وبطولات المفاوض الفلسطيني البارع، وهذا ما أعادني إلى طفولتي وفجأة تذكرة ضربة "مخلب النمر" للكابتن ماجد، وسالت نفسي هل سيكون المفاوض الفلسطيني كالكابتن ماجد، والله لقد اشتقنا لضربة من مفاوضنا الفلسطيني على خطى الكابتن ماجد تعيد لنا الأمل بعد مباراة اللامل التي غلبها الانهزام والانكسار واليأس. وفي المقابل تذكرت الكابتن بسام الذي كان يسدد ضربته الصاروخية، وعلى خطى الكابتن بسام ضرب الكنيست "المجلس التشريعي" اليهودي ضربته الصاروخية بالمصادقة على قانون تسوية التوطين 2017 بقراءة نهائية، طبعا وهذا القانون لا يهدف إلى توطين الفلسطيني – معاذ الله- وإنما هو "تسوية التوطين اﻹسرائيلي في يهودا والسامرة، والسماح باستمرار تعزيزه وتطويره".، وباللغة القانونية يعني هذا القانون شرعنة الاستيطان بإضفاء الصبغة الرسمية والقانونية، بل واعتبار الأراضي التي نهبها الاستيطان وأقام عليه وحداته الاستيطانية شرعية وحازت على التراخيص القانونية، وفي نفس الوقت الذي يهدم فيه بيت الفلسطيني الذي لم يمنح له الترخيص. وتمادى هذا القانون بان اعتبر التسوية تشمل توسعيات البلدة والأبنية التي تحتاجها البلدة والطرق وشبكات المياه وغيرها من المرفقات مما يعني ان هذا القانون يريد قضم وابتلاع المزيد من الأراضي الفلسطينية واعتبار ما قضم أراض شرعية للاستيطان. ان مثل هذه القوانين ليست غريبة على اليهود ولا بجديدة وقد صدرت قوانين يهودية عنصرية وغريبة بهدف الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية كقانون أملاك الغائبين ، وكثيرا من الخدع بالتعاون مع بريطانيا وما بعد بريطانيا وهذا ما ذكرني بقصة "مونتفيوري" الذي اشترى قطعة أرضية في القدس لبناء مستشفى ثم بنى عليها حيًّا سكنيًّا لليهود عرف باسمه. لكن الذي يدهشني في الموضوع بطولات وجولات المفاوض الفلسطيني "الكابتن ماجد" الذي ادوشنا كلاما وتهديدا باللجوء إلى المنظمات والدولية ، وكلما القى المفاوض الفلسطيني خطابا، رد اليهود "الكابتن بسام" بقانون مجحف وظالم. فهل يعي المفاوض خطورة ما يجري على أرضنا الفلسطينية، يسن قانون الغريب ليمنح الارض للغريب ويمنع ابن البلد من أرضه ، ولعل هذا ما عبر عنه شوقي بحرقة حين قال: أحرام على بلابله الدوح حلال للطير من كل جنسِ؟ لا بد على المفاوض الفلسطيني من أن يعيد النظر في سياسته ونظرته، وإما يكف عن الخطابات، فكل خطاب إعلامي يظهر فيه يكون الرد اليهودي موجعا، وإما أن يربط حذائه جيدا، ويرتدي "شورته" الرياضي وينزل الملعب متحمسا ويرينا عجائب ضربة مخلب النمر. وجلست بخيبتي وأنا احمل طفولتي كلما خسر الكابتن ماجد وانتظر بشغف كبير الحلقة الجديدة، لعل الكابتن ماجد ينهض من يأسه ويفاجئنا بضربة مخلب النمر . -- رائد ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق